الحجر الجيرى
الحجر جيري
الحجر الكلسي، صخر رسوبي كلسي يحتوي على نسبة 50% على الأقل من CaCO3، التي تتبلور بصورة عامة على شكل calcite، ونادراً على شكل أراگونيت ، إضافة إلى الدولوميت dolomite (CO3)2 وفلزات الغضار. وتكون الصخور الكلسية، بصورة عامة، فاتحة اللون، تتفاعل مع الحموض المُمددة فتطلق غاز ثنائي أكسيد الكربون CO2، وبتسخينها عند 900-1000 ْس (درجة مئوية) تطلق أيضاً ثنائي أكسيد الكربون وتتحول إلى الكلس الحCaO. وهي صخور ذات قساوة منخفضة لا تتجاوز قساوتها 2.9 من سلّم ، أي يمكن أن يخدشه
يتم تشكل الصخور الكلسية بالطرائق الآتية: الترسيب الكيميائي والترسيب الكيميائي الأحيائي (المنشأ العضوي) وتراكم الجزيئات الكلسية الفتاتية.
1- الصخور الكلسية ذات المنشأ الكيميائي: يتم ترسيب كربونات الكلسيوم بدءاً من المحاليل المائية (مياه البحر أو المياه العذبة). ويمكن وصفه بصورة عامة بالمعادلتين التوازنيتين الآتيتين:
ففي المعادلة الأولى يلاحظ أنّ ازدياد كمية حمض الكربون H2CO3 الموجودة في الوسط يسهِّل انحلال كربونات الكلسيوم الصلبة، وعلى العكس فإنّ نقصان هذه الكمية يؤدّي إلى ترسيب الكربونات ثانية. وحسب المعادلة الثانية، تعتمد كمية هذا الحمض على نسبة انحلال غاز ثنائي أكسيد الكربون في الماء. إنّ نقصان ضغط الغاز أو ازدياد درجة الحرارة في الوسط يعيق تشكّل حمض الكربون ويسهّل ترسيب كربونات الكلسيوم، أمّا ازدياد الضغط أو نقصان درجة حرارة الوسط فيكون لهما مفعول عكسي ويسهلان انحلال هذه الصخور. والمثال على ذلك يكمن في هياكل المتعضيات التي تعيش قرب سطح البحر والتي تغرق عادة بعد موتها نحو قيعان البحار. وتبعاً لنقصان درجة الحرارة في الأعماق فإن جزءاً كبيراً من هذه الهياكل ينحل قبل وصوله إلى الأعماق.
تكون المناطق البحرية التي تكثر فيها الطحلبيات مراكز لترسيب كربونات الكلسيوم؛ لأن هذه المتعضيات تأخذ من الوسط الذي تعيش فيه، من أجل نموها، كميات كبيرة من غاز ثنائي أكسيد الكربون، وهذا يؤدي إلى نقصان ملحوظ في ضغطه. وهذا المظهر نفسه، وقد يضاف إليه ازدياد درجة الحرارة، يشكّل منشأ ترسيب كربونات الكلسيوم عند الينابيع المرسّبة للكلس ومنشأ الصواعد والنوازل والأعمدة الكلسية التي تلاحظ في كثير من الكهوف والمغاور الكارستية.
2- الصخور الكلسية ذات المنشأ العضوي: إنّ كثيراً من المتعضيات الحيوانية والنباتية، لتشكيل قواقعها وهياكلها، قادرة على تثبيت كربونات الكلسيوم المنحلة في مياه البحر أو في المياه العذبة، إمّا على شكل كلسيت calcite أو على شكل أراغونيت. غير أن كمية ما يتثبَّت منها اختلفت عبر الأزمنة الجيولوجية لاختلاف عدد أفراد شعبها المختلفة مع الزمن. وهكذا فإن المنخربات والطحلبيات ، على سبيل المثال، التي تقوم بدور مهم في الوقت الحاضر في هذا التثبيت، كان لها دور أصغر بكثير في حقب الباليوزوي.
وينتج معظم هذه الصخور الكلسية من تجمّع هياكل المتعضيات بعد موتها وانتقالها، أو ينتج من تراكمها في مواقع حياتها، وخاصة تراكم هياكل المتعضيات المتثبتة على قيعان البحار الضحلة كما هي الحال في الأصداف وبعض البريويات[ر] الحيوانية وبصورة خاصة المرجانيات[ر].
3- الصخور ذات المنشأ الفتاتي: إذا استثني من هذه المجموعة تجمّع هياكل المتعضيات بعد موتها وانتقالها، فإنّ الصخور الكلسية الفتاتية تتكوّن من حطام مختلَف الصخور الكلسية التي اقتلعت بعوامل الحت من الصخور الكربوناتية التي كانت موجودة قبل انحتاتها وانتقالها وترسبها من جديد. وهي صخور نادرة لأن الجزيئات الفتاتية، لطراوتها، تنحل خلال انتقالها بالمياه الجارية.

تعليقات
إرسال تعليق